المدينة الضائعة
ج 1
للبطل
( الملك لوريس)
للكاتب ( سلومة )
أسير الخيال
المقدمة
بينما كنت في عالم الأوهام لا أنال عرشا ولا مقام في عالم الخطيئة والآثام إذ أخذتني غفلة المنام فسمعت مناديا يقول إلا يا من قد أمسى في عالم الأوهام نادما إلا أخبرك بعالم أنت فيه السلطان قد نعمت فيه قبلك سلاطين الزمان انه عالم الأسرار فيه أوسع صور الخيال وما دريت ألا وأنا صاحيا وقد أصبحت سلطان وبين أقدامي قد ركع الخيال فبقيت أعواما من الزمان على تلك الحال أتقلب في النعيم من حال إلى حال وإذا بدوامة العصور ومغيرة الأحوال
قد أقبلت هي التي لم ينذرني منها قائل الأحلام فينما كنت سلطان ذلك المكان وألان انأ أسيرا لذلك الخيال
مع تحيات ( سلومة)
الكاتب (سلومة )
القصة
يحكى انه كان في الزمان أن من مدن ما وراء البحار كانت هناك مدينة عظيمة عرفت بفرسانها الشجعان وذاع صيت تلك المدينة حتى ملئت الأرض وكانت تسمى (مدينة الشجعان ) وكان ملكها من صناديد ذلك الزمان وكان لذلك الملك ابنا يعزه كثيرا وكان في تلك المدينة وزيرا حكيما عارفا بأمور الزمان اسمه (سايورس) وذات يوم وفي فجر ذلك اليوم بينما كانوا أهل المدينة نيام إذ سمعوا صوتا اقشعرت له ابدأنهم ووجلت له قلوبهم فاتوا أهل المدينة يتتبعون ذلك الصوت والبكاء الشديد فإذا بهم قد راو ملكهم (راخوئيل ) منحنيا يبكي وبين ذراعيه ابنه الوحيد (لوريس ) مخضب بالدماء والجراح في كل مكان من جسمه فتعجب أهل المدينة لتلك الرؤية المهولة وبعد لحظات أفاقوا من فزعهم وحملوا ملكهم (لوريس ) إلى القصر وبعد أن وضعوه على السرير واحضروا أمامه الأطباء والحكماء ليعالجوه فاستصعبوا حالته وقالوا لوالده الملك (راخوئيل ) أن ملكهم (لوريس) قد تعرض للسم اثر احد هذه الضربات وان السم قد سرى في عروقه ولا يستطيعون أن يعالجوه لكنهم يستطيعون أن يعطوه بعض الأدوية التي قد تبطئ سريان السم فطلب منهم الملك أن يسرعوا في ذلك فلما أعطوه الأدوية والعقاقير التي حضروها له استطاع بعد ذلك أن ينتبه من غيبوبته التي كان فيها وبعد فترة قليلة استطاع أن يكلم أباه فلما رآه والده في هذه الحالة التي يرثى لها قال له اخبرني يا بني ويا قرة عيني ويا فوادي وكانت الدموع تنهمر من عينية
من الذي تجرى وفعل بك هذا فأجابه (لوريس )
اعلم يا أبي إنني عندما خرجت من هنا أي قبل أن أغيب خرجت على عادتي للصيد أنا وحرسي وكان عددهم ستون رجلا وهم من الفرسان الشجعان الذين لا يشق لهم غبار هذا وما أن خرجنا من باب المدينة حتى صار أمامنا رجلا كهلا لم أرى أعظم منه سنا فنزلت من على ظهر جوادي لأعلم ما خبر هذا الرجل فسألته هل هو من أهل المدينة أم لا فقال أنا رجل غريب أتيت سائلا عن شخص يسكن في مدينة الشجعان فأجابه (لوريس ) ها أنت على أبوابها لكن عن أي رجل تسال قال الرجل العجوز
أتيت سائلا عن الملك يسمى الملك (لوريس ) فند ذلك التفت (لوريس ) إلى كلامه وقال ماذا تريد من الملك (لوريس) قال العجوز أني قاصده في طلب فقال (لوريس) أنا هو ذلك الملك الذي تبحث عنه أنا الملك (لوريس) فقال العجوز
بينما كنت في عالم الأوهام لا أنال عرشا ولا مقام في عالم الخطيئة والآثام إذ أخذتني غفلة المنام فسمعت مناديا يقول إلا يا من قد أمسى في عالم الأوهام نادما إلا أخبرك بعالم أنت فيه السلطان قد نعمت فيه قبلك سلاطين الزمان انه عالم الأسرار فيه أوسع صور الخيال وما دريت ألا وأنا صاحيا وقد أصبحت سلطان وبين أقدامي قد ركع الخيال فبقيت أعواما من الزمان على تلك الحال أتقلب في النعيم من حال إلى حال وإذا بدوامة العصور ومغيرة الأحوال
قد أقبلت هي التي لم ينذرني منها قائل الأحلام فبينما كنت سلطان ذلك المكان وألان انأ أسيرا لذلك الخيال
رد مع اقتباس
قد بحثت عنك منذ أكثر من عشرين عاما فعندما سمع (لوريس ) ذلك الكلام تعجب شديد العجب وقال ولماذا تبحث عني كل هذه المدة قال العجوز أن لك شان كبير فاذهب معي هذه الليلة واقضها معي وسأحكي لك كل ما تريد معرفته فأمر )( لوريس ) قسما من رجاله أن يرجعوا إلى المدينة ويخبروا الملك (راخوئيل ) بخبره هو والرجل العجوز فاعترضهم الرجل قائلا لن يذهب منكم احد وائلا لن تجتمعوا ثانيتا فأجابه (لوريس )
أما أن تخبرنا بقصتك أو نرجع إلى المدينة سويتا وانأ على يقين انك لا تود الرجوع إلى المدينة فأجابه العجوز
اعلم يا بني انه في قديم الزمان أي في زمن الملك سليمان انه اخفي جميع كنوزه وأسرار مملكته في مدينة ثم اخفي تلك المدينة ألا انه جعل لظهورها لغزا واللغز هو (أذا حجبت الشمس القمر ) أن المولود في ذلك اليوم يستطيع أن يرى تلك المدينة ويستطيع أن يدخلها هو ومن كان معه ولكن سيواجه بعض المتاعب والصعوبات وعليه أن يتخطاها بنفسه فلما أتم كلامه التفت أليه (لوريس) قائلا
ومن أعلمك إنني أنا المطلوب لهذه المهمة وانه أنا من عليه أتمامها فقال العجوز
اعلم إنني مررت من هنا قبل أكثر من عشرين عاما ودخلت هذه المدينة والتقيت برجل حكيم كنت اعرفه وأخبرته بما تنص الأسطورة فاخبرني بأنك ولدت في ذلك اليوم وانأ ابحث لعلي أجد أحدا أخر فلم أجد غيرك فعند ذلك علمت انك أنت المطلوب فلما بلغت عمرك هذا وألان احتم عليك الذهاب إلى تلك المدينة فعند ذلك وقف (لوريس) مذهولا لما سمع من كلام فقال للعجوز وماذا علي أن افعل ألان قال العجوز
عليك أن تذهب معي هذه الليلة لأعلمك بأشياء تنفعك في رحلتك هذه فذهبوا معه وفي منتصف الليل أذاك قام العجوز فرى (لوريس) جالسا على صخرة فاقترب منه وقال
عليك بالذهاب إلى بلاد الجن وهناك سوف تجد فيها ملك حكيم سوف يعطيك أشياء تنفعك في رحلتك ثم أدله على الطريق المودية إلى بلاد الجن وبعد ما انتهوا من كلامهم ذهبوا ليناموا وفي الصباح عندما استيقظوا لم يجدوا للعجوز أي اثر فتعجبوا من اختفائه وما هي ألا لحظات حتى أمر (لوريس) رجاله بان يتحركوا نحو بلاد الجن كما أمرهم العجوز فعندما سمع (هاينك) ذلك الكلام وكان من اعز أصحاب (لوريس) وكان عارفا بأمور الزمان وأحوال البلاد قال اعلم يا سيدي انك أذا كنت عازما على السير إلى بلاد الجن علينا أن نجتاز جبال (الموت ) وان سكان تلك الجبال هم طغاة الجن فعند ذلك التفت (لوريس) إلى رجاله قائلا
من كان منكم في خوف فليرجع ومن ذهب معي سيكون له نصيب من كل ما سوف نحصل عليه في رحلتنا هذه فما سمع منهم ألا كلمتان نحن معك فعند ذلك سار (لوريس) ومعه أصحابه الذين كان عددهم ستون رجلا وفي منتصف الطريق تقدم منه احد أصحابه فسال (لوريس) عن الذين يسكنون في جبال (الموت ) فقال
أن سكان تلك الجبال هم طغاة الجن وهم جبابرة متسلطون لا يهابون أحدا دروعهم سميكة وسيوفهم من أشهر سيوف الجان وهم كانوا من أشهر وأشجع قواد الجن ألا أنهم انعزلوا عن ملوك واتخذوا موقعا من هذا الجبل وسموه بهذا الاسم لأنه ما من احد يمر ألا قتلوه وهنا سكت (لوريس) عن الكلام وما زالوا يجدون في السير نحوا تلك الجبال وفي مساء اليوم الخامس وبينما هم سائرون وإذا بهم قد راو الجبال صارت أمامهم وقد رأوها شاهقة قد بنيت عليها القلاع فأرادوا أن يتجنبوا طريق الجبل ليقللوا من المخاطر ألا أنهم لم يرو سوى وادي واحد وهو الوادي المودي إلى ذلك الجبل فناموا تلك الليلة على مشارف ذلك الوادي وفي منتصف الليل طلب منهم (لوريس ) أن يجهزوا حالهم ويقطعون رجائهم في الحياة ويدخلون الوادي فما سمع من احدهم أي اعتراض وكان كلا منهم يتشوق إلى دخول ذلك الجبل ليبرز شجاعته لصاحبه وكانت قوتهم تكمن في تجمعهم سويا فلما تقدموا من تلك الجبال سمعوا صراخا عظيما أرعبهم يصدر من تلك الجبال فسال الملك (لوريس) صاحبه (هاينك ) عن ذلك الصوت فأجابه أن من سكان جبال (الموت) مجموعة تسمى (الملاعين ) وهم مجموعة من الجن لعنهم ملكهم في ما مضى من الزمان وهم يتجولون في الليل ويهجعون في الصباح وهم يسكنون البحار الفاصلة فقال (لوريس) وأين تقع هذه البحار قال أنها الفاصل بين بلاد الجن وجبال (الموت ) هذه وان طغاة الجن رغم كل شجاعتهم وبسالتهم ألا أنهم لم يستطيعوا أن يقتربوا من
من تلك البحار ليلا وأما في الصباح فان مملكة الجن يحرسها جيوشها خوفا من الطغاة وأما (الملاعين ) فأنهم على مسيرة يوم كامل من هذا المكان فعندما سمع (لوريس ) هذا الكلام تعجب شديد العجب وقال كيف يكون ذلك ونحن نسمع أصواتهم وصياحهم وكأنهم في الجوار فأجابه (هاينك ) قائلا هذه هي لعنتهم صياحهم يطير الباب العقول ويرعب
ج 1
للبطل
( الملك لوريس)
للكاتب ( سلومة )
أسير الخيال
المقدمة
بينما كنت في عالم الأوهام لا أنال عرشا ولا مقام في عالم الخطيئة والآثام إذ أخذتني غفلة المنام فسمعت مناديا يقول إلا يا من قد أمسى في عالم الأوهام نادما إلا أخبرك بعالم أنت فيه السلطان قد نعمت فيه قبلك سلاطين الزمان انه عالم الأسرار فيه أوسع صور الخيال وما دريت ألا وأنا صاحيا وقد أصبحت سلطان وبين أقدامي قد ركع الخيال فبقيت أعواما من الزمان على تلك الحال أتقلب في النعيم من حال إلى حال وإذا بدوامة العصور ومغيرة الأحوال
قد أقبلت هي التي لم ينذرني منها قائل الأحلام فينما كنت سلطان ذلك المكان وألان انأ أسيرا لذلك الخيال
مع تحيات ( سلومة)
الكاتب (سلومة )
القصة
يحكى انه كان في الزمان أن من مدن ما وراء البحار كانت هناك مدينة عظيمة عرفت بفرسانها الشجعان وذاع صيت تلك المدينة حتى ملئت الأرض وكانت تسمى (مدينة الشجعان ) وكان ملكها من صناديد ذلك الزمان وكان لذلك الملك ابنا يعزه كثيرا وكان في تلك المدينة وزيرا حكيما عارفا بأمور الزمان اسمه (سايورس) وذات يوم وفي فجر ذلك اليوم بينما كانوا أهل المدينة نيام إذ سمعوا صوتا اقشعرت له ابدأنهم ووجلت له قلوبهم فاتوا أهل المدينة يتتبعون ذلك الصوت والبكاء الشديد فإذا بهم قد راو ملكهم (راخوئيل ) منحنيا يبكي وبين ذراعيه ابنه الوحيد (لوريس ) مخضب بالدماء والجراح في كل مكان من جسمه فتعجب أهل المدينة لتلك الرؤية المهولة وبعد لحظات أفاقوا من فزعهم وحملوا ملكهم (لوريس ) إلى القصر وبعد أن وضعوه على السرير واحضروا أمامه الأطباء والحكماء ليعالجوه فاستصعبوا حالته وقالوا لوالده الملك (راخوئيل ) أن ملكهم (لوريس) قد تعرض للسم اثر احد هذه الضربات وان السم قد سرى في عروقه ولا يستطيعون أن يعالجوه لكنهم يستطيعون أن يعطوه بعض الأدوية التي قد تبطئ سريان السم فطلب منهم الملك أن يسرعوا في ذلك فلما أعطوه الأدوية والعقاقير التي حضروها له استطاع بعد ذلك أن ينتبه من غيبوبته التي كان فيها وبعد فترة قليلة استطاع أن يكلم أباه فلما رآه والده في هذه الحالة التي يرثى لها قال له اخبرني يا بني ويا قرة عيني ويا فوادي وكانت الدموع تنهمر من عينية
من الذي تجرى وفعل بك هذا فأجابه (لوريس )
اعلم يا أبي إنني عندما خرجت من هنا أي قبل أن أغيب خرجت على عادتي للصيد أنا وحرسي وكان عددهم ستون رجلا وهم من الفرسان الشجعان الذين لا يشق لهم غبار هذا وما أن خرجنا من باب المدينة حتى صار أمامنا رجلا كهلا لم أرى أعظم منه سنا فنزلت من على ظهر جوادي لأعلم ما خبر هذا الرجل فسألته هل هو من أهل المدينة أم لا فقال أنا رجل غريب أتيت سائلا عن شخص يسكن في مدينة الشجعان فأجابه (لوريس ) ها أنت على أبوابها لكن عن أي رجل تسال قال الرجل العجوز
أتيت سائلا عن الملك يسمى الملك (لوريس ) فند ذلك التفت (لوريس ) إلى كلامه وقال ماذا تريد من الملك (لوريس) قال العجوز أني قاصده في طلب فقال (لوريس) أنا هو ذلك الملك الذي تبحث عنه أنا الملك (لوريس) فقال العجوز
بينما كنت في عالم الأوهام لا أنال عرشا ولا مقام في عالم الخطيئة والآثام إذ أخذتني غفلة المنام فسمعت مناديا يقول إلا يا من قد أمسى في عالم الأوهام نادما إلا أخبرك بعالم أنت فيه السلطان قد نعمت فيه قبلك سلاطين الزمان انه عالم الأسرار فيه أوسع صور الخيال وما دريت ألا وأنا صاحيا وقد أصبحت سلطان وبين أقدامي قد ركع الخيال فبقيت أعواما من الزمان على تلك الحال أتقلب في النعيم من حال إلى حال وإذا بدوامة العصور ومغيرة الأحوال
قد أقبلت هي التي لم ينذرني منها قائل الأحلام فبينما كنت سلطان ذلك المكان وألان انأ أسيرا لذلك الخيال
رد مع اقتباس
قد بحثت عنك منذ أكثر من عشرين عاما فعندما سمع (لوريس ) ذلك الكلام تعجب شديد العجب وقال ولماذا تبحث عني كل هذه المدة قال العجوز أن لك شان كبير فاذهب معي هذه الليلة واقضها معي وسأحكي لك كل ما تريد معرفته فأمر )( لوريس ) قسما من رجاله أن يرجعوا إلى المدينة ويخبروا الملك (راخوئيل ) بخبره هو والرجل العجوز فاعترضهم الرجل قائلا لن يذهب منكم احد وائلا لن تجتمعوا ثانيتا فأجابه (لوريس )
أما أن تخبرنا بقصتك أو نرجع إلى المدينة سويتا وانأ على يقين انك لا تود الرجوع إلى المدينة فأجابه العجوز
اعلم يا بني انه في قديم الزمان أي في زمن الملك سليمان انه اخفي جميع كنوزه وأسرار مملكته في مدينة ثم اخفي تلك المدينة ألا انه جعل لظهورها لغزا واللغز هو (أذا حجبت الشمس القمر ) أن المولود في ذلك اليوم يستطيع أن يرى تلك المدينة ويستطيع أن يدخلها هو ومن كان معه ولكن سيواجه بعض المتاعب والصعوبات وعليه أن يتخطاها بنفسه فلما أتم كلامه التفت أليه (لوريس) قائلا
ومن أعلمك إنني أنا المطلوب لهذه المهمة وانه أنا من عليه أتمامها فقال العجوز
اعلم إنني مررت من هنا قبل أكثر من عشرين عاما ودخلت هذه المدينة والتقيت برجل حكيم كنت اعرفه وأخبرته بما تنص الأسطورة فاخبرني بأنك ولدت في ذلك اليوم وانأ ابحث لعلي أجد أحدا أخر فلم أجد غيرك فعند ذلك علمت انك أنت المطلوب فلما بلغت عمرك هذا وألان احتم عليك الذهاب إلى تلك المدينة فعند ذلك وقف (لوريس) مذهولا لما سمع من كلام فقال للعجوز وماذا علي أن افعل ألان قال العجوز
عليك أن تذهب معي هذه الليلة لأعلمك بأشياء تنفعك في رحلتك هذه فذهبوا معه وفي منتصف الليل أذاك قام العجوز فرى (لوريس) جالسا على صخرة فاقترب منه وقال
عليك بالذهاب إلى بلاد الجن وهناك سوف تجد فيها ملك حكيم سوف يعطيك أشياء تنفعك في رحلتك ثم أدله على الطريق المودية إلى بلاد الجن وبعد ما انتهوا من كلامهم ذهبوا ليناموا وفي الصباح عندما استيقظوا لم يجدوا للعجوز أي اثر فتعجبوا من اختفائه وما هي ألا لحظات حتى أمر (لوريس) رجاله بان يتحركوا نحو بلاد الجن كما أمرهم العجوز فعندما سمع (هاينك) ذلك الكلام وكان من اعز أصحاب (لوريس) وكان عارفا بأمور الزمان وأحوال البلاد قال اعلم يا سيدي انك أذا كنت عازما على السير إلى بلاد الجن علينا أن نجتاز جبال (الموت ) وان سكان تلك الجبال هم طغاة الجن فعند ذلك التفت (لوريس) إلى رجاله قائلا
من كان منكم في خوف فليرجع ومن ذهب معي سيكون له نصيب من كل ما سوف نحصل عليه في رحلتنا هذه فما سمع منهم ألا كلمتان نحن معك فعند ذلك سار (لوريس) ومعه أصحابه الذين كان عددهم ستون رجلا وفي منتصف الطريق تقدم منه احد أصحابه فسال (لوريس) عن الذين يسكنون في جبال (الموت ) فقال
أن سكان تلك الجبال هم طغاة الجن وهم جبابرة متسلطون لا يهابون أحدا دروعهم سميكة وسيوفهم من أشهر سيوف الجان وهم كانوا من أشهر وأشجع قواد الجن ألا أنهم انعزلوا عن ملوك واتخذوا موقعا من هذا الجبل وسموه بهذا الاسم لأنه ما من احد يمر ألا قتلوه وهنا سكت (لوريس) عن الكلام وما زالوا يجدون في السير نحوا تلك الجبال وفي مساء اليوم الخامس وبينما هم سائرون وإذا بهم قد راو الجبال صارت أمامهم وقد رأوها شاهقة قد بنيت عليها القلاع فأرادوا أن يتجنبوا طريق الجبل ليقللوا من المخاطر ألا أنهم لم يرو سوى وادي واحد وهو الوادي المودي إلى ذلك الجبل فناموا تلك الليلة على مشارف ذلك الوادي وفي منتصف الليل طلب منهم (لوريس ) أن يجهزوا حالهم ويقطعون رجائهم في الحياة ويدخلون الوادي فما سمع من احدهم أي اعتراض وكان كلا منهم يتشوق إلى دخول ذلك الجبل ليبرز شجاعته لصاحبه وكانت قوتهم تكمن في تجمعهم سويا فلما تقدموا من تلك الجبال سمعوا صراخا عظيما أرعبهم يصدر من تلك الجبال فسال الملك (لوريس) صاحبه (هاينك ) عن ذلك الصوت فأجابه أن من سكان جبال (الموت) مجموعة تسمى (الملاعين ) وهم مجموعة من الجن لعنهم ملكهم في ما مضى من الزمان وهم يتجولون في الليل ويهجعون في الصباح وهم يسكنون البحار الفاصلة فقال (لوريس) وأين تقع هذه البحار قال أنها الفاصل بين بلاد الجن وجبال (الموت ) هذه وان طغاة الجن رغم كل شجاعتهم وبسالتهم ألا أنهم لم يستطيعوا أن يقتربوا من
من تلك البحار ليلا وأما في الصباح فان مملكة الجن يحرسها جيوشها خوفا من الطغاة وأما (الملاعين ) فأنهم على مسيرة يوم كامل من هذا المكان فعندما سمع (لوريس ) هذا الكلام تعجب شديد العجب وقال كيف يكون ذلك ونحن نسمع أصواتهم وصياحهم وكأنهم في الجوار فأجابه (هاينك ) قائلا هذه هي لعنتهم صياحهم يطير الباب العقول ويرعب